كتبه / أحمد باحصين
أنا وأنت نحلم بالعمل بإنتاجية عالية، في مختلف حالاتنا بما فيها حالات المزاج السيئ، وهو أمر ليس مستحيلاً، ولا أدّعي أنه سهل في نفس الوقت، لكنها سمة ذوي الهمم العالية والناجحين، ولو أن أحدهم لا يعمل إلا عندما يطيب حاله، ويصفى ذهنه ويطرب قلبه، فلن ينجز شيئا يذكر في حياته.
ولله در العلامة ابن فارس حين قال:
إذا كان يؤذيك حر المصيف * ويبس الخريف وبرد الشتا
ويلهيك حسن جمال الربيع* فأخذك للعلم قل لي متى؟
رحى العمل لا تتوقف، والتوقعات المطلوبة منك سقفها عال عال جدا، وأنت يا عزيزي لست آلة؛ لتعمل بوتيرة واحدة طوال دهرك، فدوام الحال من المحال، وأنت في الدنيا يا صديقي لست في الجنة، فطبيعي أن تأخذ نصيبك من (النكد)، ويأخذ نصيبه منك. هي طبيعة الحياة كما وصفها الشريف المرتضى:
هو الزمان فلا عيش يطيب به ** ولا سرور ولا صفو بلا كدر
يجني الفتى فإذا ليمت جنايته ** أحال من ذنبه ظلما على القدر
وكل يوم من الأيام يعجبنا ** فإنما هو نقصان من العمر