A picture taken on November 10, 2019, shows an Iranian flag in Iran's Bushehr nuclear power plant, during an official ceremony to kick-start works on a second reactor at the facility. - Bushehr is Iran's only nuclear power station and is currently running on imported fuel from Russia that is closely monitored by the UN's International Atomic Energy Agency. (Photo by ATTA KENARE / AFP)
كتب – محمد سليمان
انتهجت جمهورية إيران السلامية سياسة التوسع بالمنطقة العربية عن طريق دعمها للمجموعات المرتبطة بها عقائديا وايديلوجيا بالمال والسلاح والخبراء وذلك لتشكيل طوق حماية أولي لها ولتمتلك أوراق لعب متعددة تضعها على طاولة المفاوضات أمام الدول الغربية ، تمكنت خلالها من السيطرة على أربع عواصم عربية مكنتها من محاصرة الجزيرة العربية من جهتي الشمال والجنوب فلديها مليشيات شيعية بكل من العراق وسوريا ولبنان واليمن الأمر مكنها من القدرة على تشكيل خطر على الممرات المائية المهمة في الشرق الاوسط وبالخصوص مضيق هرمز وباب المندب وهو ما جعل من ايران قوة اقليمية لا يمكن تجنب اشاركها في صياغة الحلول المقترحة في الجوانب الأمنية والسياسية التي تجري في المنطقة وخاصة المرتبطة بمناطق نفوذها فيها او ما يتعلق بتلك الممرات.
ملفات متشابكة
تتداخل الملفات المرتبطة بإيران في المنطقة فمن غير الممكن عزل ملف ايران النووي عن ملفات أخرى مثل ملف برنامج الصواريخ البالستية وملف المليشيات المنتشرة بالمنطقة كما يدخل ضمن ذلك أمن الملاحة البحرية الدولية ، وهو ما ادركته القوى الاقليمية بالمنطقة فكانت مطالبتها بإدراج كافة الملفات ضمن الاتفاق النووي الأمر الذي رفضته ايران لتسير آلية التفاوض حصرا على الملف النووي بمنعزل عن بقية الملفات الاخرى بالمنطقة.
ومن الملاحظ ان أي ضغوط تتعرض لها ايران سوى على مستوى التفاوض بالملف النووي او عمليات عسكرية تجاه قيادتها ومنشأتها منها مثال اغتيال القوات الامريكية لأحد اقوى القيادات العسكرية بإيران قاسم سليماني قائد فيلق القدس بغارة جوية في يناير من العام 2020م([1]) وكان الرد عبر قصف مصالح امريكية عبر وكلائها بالمناطق بقصف قواعد عسكرية بها قوات امريكية او تفجيرات تستهدف سفن تجارية كما جرى مع السفينة الاسرائيلية التي تحمل اسم (هايبرن) حيث حملت اسرائيل ايران المسؤولية وخاصة ان الحادثة بعد يوم واحد من اتهام إيران لإسرائيل بتنفيذ عمل تخريبي في منشأة نطنز النووية، وبعد انطلاق محادثات غير مباشرة بين إيران والولايات المتحدة في فيينا بشأن سبل إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين طهران والقوى العالمية الكبرى. ([2])
عسكرة الملف النووي في دول المنطقة
كانت دول بالمنطقة مثل سوريا والعراق ساحة تصفية خلافات بين الولايات المتحدة الامريكية وايران وحتى اسرائيل اذ اعترفت الاخيرة على لسان رئيس اركان جيشها أفيف كوخافي في ديسمبر من العام 2021م بتنفيذها العشرات من العمليات العسكرية ضد اهداف في سوريا([3]) ، وفي العراق كما اشرنا سابقا استهدف الطيران الامريكي قائد فيلق القدس قاسم سليماني مع عدد من القيادات العسكرية التابعة لمليشيات الحشد الشعبي ، وكان الرد على ذلك من قبل أيران أيضا بالعراق وذلك بقصف قواعد عسكرية يتواجد بها جنود امريكان .
ليست دول التواجد المليشياوي الموالي لإيران فقط هدف تسوي فيه ايران خلافتها مع الغرب فمثلا استهداف عدد من السفن بالقرب من ميناء الفجيرة الاماراتي([4]) ، وتنفيذ الحوثيين ضربات على اهداف بالعمق الاماراتي منها مطار أبوظبي واستهداف منشآت شركة ارامكو النفطية بالسعودية .
الخلاصة :
ينعكس تأثير المفاوضات في الملف النووي الايراني على منطقة الشرق الاوسط بشكل عام وذلك بفعل التفاعل مع المكونات التابعة لإيران بالمنطقة التي تتحرك وفق المصالح الايرانية ، كما أن التصعيد هو السمة البارزة في المنقطة مهما كانت نتائج الاتفاق النووي مع غياب النية الايرانية لمناقشة ملفات اخرى مرتبطة بالتدخلات بالمنطقة وهو ما سيستمر مهما كانت نتائج الاتفاق فأن تم الاتفاق والذي تربطه ايران برفع العقوبات عليها ستتمكن ايران من تقديم دعم أكبر لحلفائها بالمنطقة في الجوانب الاقتصادية والعسكرية مما سيزيد من حدة المواجهة والرغبة في كسب مناطق نفوذ جديدة بالإضافة الى امكانية حدوث تصعيد عسكري محتمل مع اسرائيل الرافضة للاتفاق النووي الايراني والتي من الممكن ان تتحرك منفردة لمواجهة ذلك وقد بدأت ذلك بالفعل ، وان لم يتم الاتفاق ذلك سيعني مزيد من العقوبات الغربية على ايران والتي سيكون التصعيد بالمنطقة هو الرد المناسب لها وخاصة مع قدرتها على الالتفاف على العقوبات الغربية والتوجه الى المعسكر الدولي الجديد الذي يتشكل بقيادة الصين وروسيا.
[1]– موقع BBC https://www.bbc.com/arabic/middleeast-50979394
3- موقع DW على الرابط : https://www.dw.com/ar
4- موقع الجزيرة نت على الرباط : https://www.aljazeera.net/news/politics